الحمد لله الذي خلّص قلوب عباده المتقين من ظُلْم الشهوات ، وأخلص عقولهم عن ظُلَم الشبهات
أحمده حمد من رأى آيات قدرته الباهرة ، وبراهين عظمته القاهرة ، وأشكره شكر من اعترف بمجده وكماله
واعترف من بحر جوده وأفضاله وأشهد أن لا إله إلا الله
فاطر الأرضين والسماوات ، شهادة تقود قائلها إلى الجنات
وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، وحبيبه وخليله ، والمبعوث إلى كافة البريات ، بالآيات المعجزات
والمنعوت بأشرف الخلال الزاكيات صلى الله عليه وعلى آله الأئمة الهداة ، وأصحابه الفضلاء الثقات
وعلى أتباعهم بإحسان ، وسلم كثيرا
أما بعد :
فإن اصدق الحديث كتاب الله ، وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم ، وشر الأمور محدثاتها،
وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار
ــــ أعاذنا الله وإياكم من النار ــــ
[b][size=18][/b][/size]
أَخْلاَقُ الصَّحَابَةِ رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِمْ:
قال تعالى :(مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً )[الفتح: 29]
مَكَارِمُ الأَخْلاَقِ صِفَةُ المُؤْمِنِينَ الخُلَّصِ:
عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قال: لَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم فَاحِشًا وَلاَ مُتَفَحِّشًا، وَإِنَّهُ كَانَ يَقُولُ: « إِنَّ خِيَارَكُمْ أَحَاسِنُكُمْ أَخْلاَقًا » [1]
مَكَارِمُ الأَخْلاَقِ مِنَ الأَعْمَالِ المُقَرِّبَةِ إِلىَ الجَنَّةِ:
عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه و آله وسلم « أَنَا زَعِيمٌ بِبَيْتٍ فِى رَبَضِ الْجَنَّةِ لِمَنْ تَرَكَ الْمِرَاءَ وَإِنْ كَانَ مُحِقًّا وَبِبَيْتٍ فِي وَسَطِ الْجَنَّةِ لِمَنْ تَرَكَ الْكَذِبَ وَإِنْ كَانَ مَازِحًا وَبِبَيْتٍ فِى أَعْلَى الْجَنَّةِ لِمَنْ حَسَّنَ خُلُقَهُ ». [2]
وعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم عَنْ أَكْثَرِ مَا يُدْخِلُ النَّاسَ الْجَنَّةَ، فَقَالَ:« تَقْوَى اللَّهِ وَحُسْنُ الْخُلُقِ ». وَسُئِلَ عَنْ أَكْثَرِ مَا يُدْخِلُ النَّاسَ النَّارَ فَقَالَ:«الْفَمُ وَالْفَرْجُ». [3]
مَكَارِمُ الأَخْلاَقِ سَبَبٌ فِي مَحَبَّةِ اللهِ جَلَّ جَلاَلُهُلِعَبْدِهِ:
عَنْ أُسَامَةَ بنِ شَرِيكٍ قاَلَ: كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ النَّبِي صَلىَّ اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ كَأَنَّمَا عَلَى رُؤُوسِنَا الطَّيْرُ مَا يَتَكَّلُمُ مِنَّا مُتَكَلِّمٌ إِذْ جَاءَهُ أُنَاسٌ فَقَالُوا: مَنْ أَحَبُّ عِبَاد اللهِ إِلىَ اللهِ ؟ قال: "أَحَبُّ عِبَادِ اللهِ إِلىَ اللهِ أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا" [4]
مَكَارِمُ الأَخْلاَقِ مِنْ أَسْبَابِ مَحَبَّةِ الرَّسُولِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ:
عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم وسلم قَالَ: « إِنَّ مِنْ أَحَبِّكُمْ إِلَىَّ وَأَقْرَبِكُمْ مِنِّى مَجْلِسًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَحَاسِنَكُمْ أَخْلاَقًا» [5]
مَكَارِمُ الأَخْلاَقِ أَثْقَلُ شَيْءٍ فِي المِيزَانِ يَوْمَالقِيَامَةِ:
عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللهُ عنهُ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله وسلم يَقُولُ:« مَا مِنْ شَيْءٍ يُوضَعُ فِى الْمِيزَانِ أَثْقَلُ مِنْ حُسْنِ الْخُلُقِ وَإِنَّ صَاحِبَ حُسْنِ الْخُلُقِ لَيَبْلُغُ بِهِ دَرَجَةَ صَاحِبِ الصَّوْمِ وَالصَّلاَةِ » [6]
مَكَارِمُ الأَخْلاَقِ تُضَاعِفُ الأَجْرَ وَالثَّوَابَ:
عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عنه قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم يَقُولُ:« إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَيُدْرِكُ بِحُسْنِ خُلُقِهِ دَرَجَةَ الصَّائِمِ الْقَائِمِ »[7]
وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم يَقُولُ:« إِنَّ الْمُسْلِمَ الْمُسَدَّدَ لَيُدْرِكُ دَرَجَةَ الصَوَّامِ الْقَوَّامِ بِآيَاتِ اللَّهِ بِحُسْنِ خُلُقِهِ وَكَرَمِ ضَرِيبَتِهِ »[8]
مَكَارِمُ الأَخْلاَق ِتُعَمِّرُ الدِّيَارَ وَتَزِيدُ فِي الأَعْمَارِ:
عَنْ عَائِشَةَ رضيَ اللهُ عنها أَنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وآله وسلم قَالَ لَهَا« إِنَّهُ مَنْ أُعْطِىَ حَظَّهُ مِنَ الرِّفْقِ فَقَدْ أُعْطِىَ حَظَّهُ مِنْ خَيْرِ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَصِلَةُ الرَّحِمِ وَحُسْنُ الْخُلُقِ وَحُسْنُ الْجِوَارِ يَعْمُرَانِ الدِّيَارَ وَيَزِيدَانِ فِى الأَعْمَارِ » [9]
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] :رواه البخاري( 6035) و مسلم ( 6177)
[2] :رواه أبو داود( 4802) وحسنه الألباني في صحيح الجامع( 1464)
[3] :رواه الترمذي( 2135) و ابن ماجه( 4387) وحسنه الألباني في الأدب المفرد( 289)
[4]:أخرجه الطبري( 471) والحاكم: (4/399-401) وصححه الألباني في الصحيحة( 432)
[5] :رواه الترمذي( 2150) و أحمد( 6906) وحسنه الألباني في صحيح الجامع( 2201)
[6] :رواه الترمذي(2134) وصححه الألباني في صحيح الجامع( 5726)
[7] :رواه أبوداود( 4800) وصححه الألباني في الصحيحة( 794)
[8] كرواه أحمد(6807) وصححه الألباني في الصحيحة( 54)
[9] :رواه أحمد( 26001) وصححه الألباني في صحيح الجامع( 2524)
[size=18][/size]