◥مجتمعُ يسسموْ بالأخلآقً™
 

سيرة السيدة عائشة رضى الله عنها

حفظ آلپيآنآت؟
آلرئيسيةآلتسچيلفقدت گلمة آلمرورآلپحث فى آلمنتدى

شاطر
 

 سيرة السيدة عائشة رضى الله عنها

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
معلومات العضو
rooro

rooro

عـًـًـًضوْوههً مٌآسيّـــةهً

عـًـًـًضوْوههً مٌآسيّـــةهً
معلومات إضافية
انثى
عَطآئي للمٌجتمع : 457
نُــقوديَ $ : 1035
التقيمآت : 5
إنضمْمتُ يومً ؛ : 03/06/2012
العَمٍر : 27
. لآ يوجد أوسسمةة ♥
معلومات الاتصال
مُساهمةموضوع: سيرة السيدة عائشة رضى الله عنها   سيرة السيدة عائشة رضى الله عنها Emptyالأحد يونيو 03, 2012 4:59 pm

سيرة السيدة عائشة بنت أبي بكر - رضي الله عنهما -

توطئة:


لقد أدت عائشة أم المؤمنين – رضي الله عنها – وأعطت أسمى وأشرف ما يكون العطاء، وقدمت للتاريخ نموذجًا رائعًا قل أن نجد له مثيلاً على مدى الحياة.

فقد أعطت للناس العلم وخلفت تراثًا في أحكام الفقه وأصوله وهي مثال للحياة الزوجية الناجحة الودودة، وبلغت درجة عالية في مكارم الأخلاق وكانت نبراسًا وقدوة للداعيات إلى الله على بصيرة وهكذا كانت أمهات المؤمنين جميعًا زادًا للسائرين على الدرب وها نحن نعيش رحلة مباركة تحمل بين طياتها نفحات هذه الكريمة التي عطرت كتب السيرة بسيرتها الميمونة.

السيدة عائشة – رضي الله عنها – مولدها ومنبتها الكريم:

هي عائشة بنت أبي بكر خليفة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وصاحبه في الغار، تكنت بأم عبدالله وهو ابن أختها أسماء وأبوه الزبير وهي "أم المؤمنين" لقوله تعالى: ﴿النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ﴾ (الأحزاب: من الآية 6).

وتلقب بالصديقة نسبة إلى أبيها أول المؤمنين والمصدقين بالإسلام وهي قرشية مكية وأمها أم رومان بنت عامر التميمية وكانت عائشة – رضي الله عنها – جميلة بيضاء ومن ثم يقال لها الحميراء، ولدت في الإسلام بين أبوين كريمين مؤمنين، فأبوها من خير الناس بعد الرسول – صلى الله عليه وسلم – وقد نشأت في تربة صالحة، وأراد الله أن يصنعها على عينه فاختارها زوجة لحبيبه المصطفى - صلى الله عليه وسلم-


السيدة عائشة – رضي الله عنها قدرها ومنزلتها:

إن مناقب أم المؤمنين كثيرة وجليلة ومنها:-



  • روى البخاري – رضي الله عنه – أنها قالت أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال لها أريتك في المنام مرتين، أرى أنك في سُرقة "قطعة حرير جيد" ويقال: هذه امرأتك، فأكشف عنها فإذا هي أنت!! فأقول: إن يك هذا من عند الله يمضه وكان من عند الله فأمضاه، وتزوج بها رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وكانت أحب نسائه إليه وهي زوجته في الدنيا والآخرة.. ويالها من كرامة عظيمة لأمنا عائشة – رضي الله عنها –.




  • ومن مناقبها العظيمة التي تذكر لها مدى الدهر: أن الله – تعالى – أنزل براءتها من فوق سبع سماوات في عشر آيات من كتابه العزيز "سورة النور" برأها مما قاله أهل الإفك والنفاق وبشرها في الآيات بالجنة قال تعالى: ﴿الطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلْطَّيِّبَاتِ...﴾ (النور: من الآية 26).




  • ويتجلى موقف عزيز شجاع لأم المؤمنين آنذاك لما قال لها أبوها بعد آيات البراءة قومي لرسول الله قبلي رأسه واحمديه على ذلك، وقد عرفت أن الذي برأها هو الله – سبحانه – فقالت: "والله لا أقوم إليه، ولا أحمد إلا الله – تعالى – الذي أنزل براءتي" فلم تر غيره يستحق الحمد على ذلك، وصدق الرسول على قولها في ذلك! إذ قال: "عرفتِ الحق لأهله، ولم يكره ذلك منها، ولم يعتب عليها فيه.




  • ومن الفضائل العظيمة والمنزلة السامية عن شهاب قال أبو سلمة: إن عائشة – رضي الله عنها – قالت: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يومًا: "يا عائش هذا جبريل يقرئك السلام"، فقلت: وعليه السلام ورحمة الله وبركاته، ترى ما لا أرى يعني رؤيته – صلى الله عليه وسلم – لجبريل، وفي هذا الموقف رأت عائشة جبريل عليه السلام في صورة الصحابي دحية الكلبي.




  • ومن المناقب العظيمة نزول الوحي على رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في لحاف عائشة وقد أخبر – صلى الله عليه وسلم – بذلك حين غارت أم سلمة منها حيث كان الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة وطلبت من الرسول أن يأمر الناس أن يهدوا إليه حيث كان، فأعرض الرسول عن طلب أم سلمة وفي الثالثة قال لها: "يا أم سلمة لا تؤذيني في عائشة فإنه والله ما نزل عليَّ الوحي وأنا في لحاف امرأة منكن غيرها".




  • ومن الخلال التي لم تكن لأحد غيرها ما قالته عن نفسها: "كنت أحب الناس إليه، وبنت أحب الناس إليه، وقد نزلت فيَّ آيات من القرآن وقد كادت الأمة تهلك، ورأيت جبريل ولم يره أحد من نسائه – صلى الله عليه وسلم – غيري وقبض في بيتي ولم يله أحد – غير الملك – إلا أنا.




  • ومن بركاتها – رضي الله عنها – أن الله أنزل بسببها آية التيمم تيسيرًا على المسلمين ففرح المسلمون لذلك فرحًا شديدًا.




  • يقول الإمام الذهبي عن مكانتها ومنزلتها في قلب الحبيب المصطفى – صلى الله عليه وسلم – فما تزوج بكرًا سواها، وأحبها حبًا شديدًا كان يتظاهر به، بحيث إن عمرو بن العاص، وهو ممن أسلم سنة ثمان من الهجرة، سأل النبي – صلى الله عليه وسلم – أي الناس أحب إليك يا رسول الله؟ قال: "عائشة" قال: فمن الرجال؟ قال "أبوها".
    نقف أمام هذه العاطفة البشرية لنقتدي ونتأسى بالنبي – صلى الله عليه وسلم –
    في رقة مشاعره وينبغي أن نتجاوب معها في حياتنا.




  • ومن الفضائل التي تحسب لأمنا السيدة عائشة – رضي الله عنها – كون الرسول – صلى الله عليه وسلم – طلب أن يُمَرَّضَ في حجرتها لتقوم هي بتمريضه حتى يتوفاه الله، فكان ذلك ثم مات رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في بيتها وهو بين سحرها ونحرها، وقال عنها – صلى الله عليه وسلم – "فضل عائشة على سائر النساء كفضل الثريد على سائر الطعام".

عائشة – رضي الله عنها – القانتة الخائفة:

كانت أم المؤمنين من أشد الناس خشية من الله، فإذا مرت بآية فيها تخويف من النار ارتعدت وبكت وتضرعت وطلبت النجاة، وإذا مرت بآية فيها تشويق إلى الجنة ركنت إليها، ومن الأحاديث النبوية التي تدل على ذلك ما أخرجه الإمام أحمد والحاكم وأبو داود عن عائشة – رضي الله عنها – أن رأس النبي كانت في حجرها فبكت حتى سقطت دموعها على خده فقال لها: ما يبكيك يا عائشة؟ قالت ذكرت النار فبكيت، فهل تذكرون أهليكم يوم القيامة؟ فقال – صلى الله عليه وسلم -: "أما في ثلاثة مواطن: فلا يذكر أحدٌ أحداً: عند الميزان حتى يعلم أيخف ميزانه أم يثقل، وعند الكتاب حين يقال هاؤم اقرأوا كتابية حتى يعلم أين يقع كتابه؛ أفي يمينه أم في شماله أو ومن وراء ظهره، وعند الصراط إذا وضع بين ظهراني جهنم حافتاه كلاليب "الخطاف" كثيرة وحسبك كثير يحبس الله به من يشاء من خلقه حتى يعلم أينجو أم لا".


وقال عروة: فما كانت عائشة تستجد ثوبًا حتى ترقع ثوبها وتنكسه، وكانت تقول – رضي الله عنها – والله لوددت أني كنت شجرة، والله لوددت أني كنت مدرة "حجرًا" والله لوددت أن الله لم يكن خلقني شيئًا قط، وهكذا شأن القلوب العامرة بالإيمان تبكي خوفًا من الله وتدعوه.



السيدة عائشة – رضي الله عنها – العابدة الزاهدة:

رغم أن أم المؤمنين عائشة – رضي الله عنها – تزوجت النبي صغيرة في سن مفطور على اللهو واللعب والتمتع بالحياة، إلا أنها شغلت نفسها بمعالي الأمور والتضحية بملذات الدنيا مدركة أنها زوجة نبي فكانت متعتها أن تهب نفسها لله وطاعة نبيه معرضة عن الدنيا، ومن زهدها – رضي الله عنها – أنها كانت تصوم الدهر ولا تفطر إلا يوم عيد الفطر أو يوم عيد الأضحى.


وأخرج أبو نعيم في الحلية عن مسروق عن عائشة – رضي الله عنها – قالت ما شبعت بعد النبي من طعام إلا ولو شئت أن أبكي لبكيت، ما شبع آل محمد – صلى الله عليه وسلم – حتى قبض"، وذلك لإدراكها أن كثرة الطعام يقعد الإنسان عن العبادة ويمنع الحكمة ويقطع الفكرة، أما السكن فكان البيت من الطوب اللبن، والسقف من الجريد، والفرش حصيرًا، ولم تتغير حينما فتح الله على المسلمين بالغنائم، وامتلأت الخزائن ومفاتحها بيده – صلى الله عليه وسلم – لكن عائشة كانت قدوة للناس في الزهد حتى لا يتفاخروا ولا يتكاثروا، كل ذلك ولم تدفع مرارة الجوع عائشة إلى السخط، رغم يقينها أن الله لو أراد لجعل الجبال لنبيه ذهبًا ولكنه وأهله آثروا الحياة الآخرة على الدنيا وصبرت معه راضية زاهدة دون شكوى أو ضجر بل وعلت حلاوة الإيمان على مرارة الجوع.



السيدة عائشة – رضي الله عنها – الجوادة الكريمة:

كانت عائشة – رضي الله عنها – مثالاً في الكرم والجود، وأعطت المثل الأعلى في الجود بالموجود عن طيب خاطر ونفس طيبة ابتغاء مرضاة الله، فكانت تطيب الدرهم بالمسك قبل أن تتصدق به لأنه يقع في يد الله قبل أن يقع في يد السائل.

وكانت الدنيا عند أم المؤمنين أهون من أي شيء، ولا يجتمع إيمان وبخل في قلب مؤمن أبدًا لأن الدنيا في يده وليست في قلبه وحبها لله أعظم من المال، والذين آمنوا أشد حبًا لله وعن عبدالله بن الزبير – رضي الله عنه – قال: "ما رأيت امرأتين قط أجود من عائشة وأسماء، وجودهما مختلف، أما عائشة فكانت تجمع الشيء حتى إذا اجتمع عندها قسمت، وأما أسماء فكانت لا تمسك شيئًا لغد".

وكانت إذا أرسل إليها معاوية – رضي الله عنه – مالاً وعطايا فتنظر إليه فتجده سخيًا تبكي وتقول: "لكن رسول الله لم يكن يجد هذا ثم تفرقه كله ولا تدخر منه شيئًا لنفسها".

أخرج أبو نعيم في الحلية عن أم ذرة قالت: بعث إليها ابن الزبير بمال: أراه ثمانين أو مائة ألف.. فجلست تقسم بين الناس فأمست وما عندها من درهم ولم تجد ما تفطر عليه وهي صائمة يومها إلا الخبز والزيت، وعلقت أم ذرة قائلة أما استطعت أن تشتري لنا لحمًا بدرهم نفطر عليه؟ قالت: لا تعنفيني لو كنت ذكرتيني لفعلت! لقد نسيت نفسها وآثرت بهذا المال غيرها، وهكذا المؤمن ينشغل بغيره عن نفسه ورغم أن عمرها حينما توفى النبي – صلى الله عليه وسلم – ثمانية عشر عامًا إلا أنها لم تفتن وظلت كريمة عالية الهمة معطاءة لم تدخر شيئًا زاهدة خاشعة متبتلة لربها حتى توفيت – رضي الله عنها –.



السيدة عائشة – رضي الله عنها – العالمة الفقيهة:

كانت عائشة – رضي الله عنها – أعلم الناس يسألها أصحاب النبي – صلى الله عليه وسلم – وقد اشتغلت بالفتوى في خلافة أبي بكر وعمر وعثمان وعن أبي سلمة قال: "ما رأيت أحدًا أعلم بسنن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ولا أفقه في رأي إن احتيج إلى رأيه ولا أعلم بآية فيما نزلت ولا فريضة من عائشة"، وعن مسروق قال: نحلف بالله لقد رأينا الأكابر من أصحاب رسول الله يسألون عائشة عن الفرائض.

وقد عاشت عائشة بعد وفاة النبي ما يقرب من خمسين سنة يأخذ المسلمون عنها نصف دينهم، ونقل عنها ربع الأحكام الشرعية، وعن أبي موسى الأشعري قال: "ما أشكل علينا حديث قط فسألنا عائشة عنه إلا وجدنا عندها منه علمًا".

وعن عروة عن أبيه قال: ما رأيت أحدًا من الناس أعلم بالقرآن ولا بفريضة ولا بحلال ولا حرام ولا بشعر ولا بحديث العرب ولا بنسب من عائشة – رضي الله عنها -.
وكانت عائشة من أعلم الناس بأسباب نزول كثير من آيات القرآن واستنباط الأحكام منها.

وأخرج الطبراني عن معاوية – رضي الله عنه – قال: "والله ما رأيت خطيبًا قط أبلغ ولا أفصح ولا أفطن من عائشة".

فمن مثل عائشة في العلم؟ كانت تعلم الجاهل وتهدي الحائر وترشد الناس إلى الفضائل والمكارم وتدعو إلى الحق فملأت الدنيا علمًا ودينًا وأدبًا ومعرفة وزهدًا وورعًا – رضي الله عنها –.



السيدة عائشة – رضي الله عنها – وصفحات من الجهاد في سبيل الله:

لقد شاركت أم المؤمنين عائشة – رضي الله عنها – في الجهاد وغزوات مع رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بالضوابط والحدود التي شرعها الله من سقاية الماء، وتمريض الجرحى، وإعداد الطعام.

فقد حملت الماء في أحد وسقت المجاهدين، وكانت صغيرة السن ويروي أنس بن مالك – رضي الله عنه – فيقول: "ولقد رأيت عائشة بنت أبي بكر، وأم سليم، وإنهما لمشمرتان؛ أرى خدم "الخلخال" سوقهما؛ تنقلان القرب على متونهما ثم تفرغانه في أفواههم، ثم ترجعان فتملآنها، ثم تجيئان تفرغانه في أفواه القوم.

وفي غزوة الخندق، أبدت عائشة – رضي الله عنها – شجاعة نادرة حيث رآها عمر تقترب من الصفوف الأولى للمجاهدين، وشاركت – رضي الله عنها – مع النبي – صلى الله عليه وسلم – في غزوة بني المصطلق تلك الغزوة التي بليت فيها بحادث الإفك، وخرجت منها ببراءة وشهادة ربانية تبين طهارتها وعفتها وكمال شرفها وهي التي بلغت بحرصها أن تستأذن الرسول – صلى الله عليه وسلم – في الجهاد من كثرة ما سمعت عن فضله، فعنها – رضي الله عنها – قالت: "استأذنت النبي – صلى الله عليه وسلم – في الجهاد فقال: "جهادكن الحج" وهكذا فلتكن المرأة المسلمة على استعداد للتضحية إذا دعت الضرورة.



السيدة عائشة – رضي الله عنها – الصابرة على المكاره والبلاء:

لقد تعرضت عائشة – رضي الله عنها – لحادثة ذاقت منها أقسى أنواع الظلم والغم والكرب، وهي حادثة الإفك التي استقبلتها بصبر جميل واحتساب لله بثقة ويقين وأمل في عدل الله ورحمته دون أن تقول ما يغضب ربها، ولم يذكر أحد من الناس أنها قالت كلمة جارحة لمن ظلموها تعبر بها عن غضبها وحزنها وإحساسها بمرارة الظلم والبهتان الذي أصابها ولكنها تعلقت بالله وطلبت منه أن يكشف عنها الكرب والغم، ويظهر الحق ويفضح وجه الباطل ويرد كيد أهل النفاق والكذب والبهتان، بعد أن رموها في عرضها وهي أهل الطهر والعفاف والشرف والفضائل والمكارم، فيالها من مؤمنة صبرت على بلاء يعصف بالقلوب ويهد الجبال حيث اتهمت في أعز ما تملك المرأة!!!

وعاشت مدة شهر أوقات عصيبة حرجة بعد فرية من المنافقين الذين رأوا انتصارات المسلمين تتسع يومًا بعد يوم فأرادوا أن يوجهوا ضربة قاسمة للنبي – صلى الله عليه وسلم – في أحب الناس إليه فرموا أمنا الطاهرة النقية، ولكن الله للباطل وأهله بالمرصاد، وكان لهذا الحدث على نفس الرسول ما له من حزن، ولكنه صبر وعالج الأمر بحكمة وروية رغبة في أن يقي الأمة الفتن والمكائد وإن الله – سبحانه – يدافع عن عباده المؤمنين، حيث كشف الغمة وفرج الكرب وأنزل البراءة من فوق سبع سماوات بقرآن مجيد يتلى إظهارًا لشرفها وعفتها ومكانتها ومكارمها ومكانتها من قلب رسولنا الكريم – صلى الله عليه وسلم – ونزلت الآية الشريفة: ﴿وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾ (النور: من الآية 11).

قال القرطبي في تفسيره: "قال بعض أهل التحقيق: إن يوسف عليه السلام لما رمي بالفاحشة برَّأه الله – سبحانه – على لسان صبي في المهد، وإن مريم لما رميت بالفاحشة برَّأها الله على لسان ابنها عيسى عليه السلام، وإن عائشة لما رميت بالفاحشة برَّأها الله تعالى بالقرآن، فما رضي لها ببراءة صبي ولا نبي، حتى برأها الله بكلامه من القذف والبهتان" وهذا يناسب قدر أمنا الغالية.

وصدق الله – تعالى – إذ يقول: ﴿إِنَّ اللهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا﴾ (الحج: من الآية 38).



السيدة عائشة – رضي الله عنها – وقصة الزواج المبارك:

عن عائشة – رضي الله عنها – قالت: لما توفيت خديجة، قالت خولة بنت حكيم بن الأوقص – امرأة عثمان بن مظعون، وذلك بمكة -: يا رسول الله ألا تزوج؟ قال: "من؟" قالت: إن شئت بكرًا وإن شئت ثيبًا؟ قال: "فمن البكر؟" قالت: ابنة أحب خلق اله إليك عائشة بنت أبي بكر، قال: "فمن الثيب؟" قالت: سودة بنت زمعة، آمنت بك، واتبعتك على ما أنت عليه، قال: "فاذهبي فاذكريهما عليَّ".

فجاءت فدخلت بيت أبي بكر، فوجدت أم رومان أم عائشة فقالت: يا أم رومان، ماذا أدخل الله عليكم من الخير والبركة، أرسلني رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أخطب عليه عائشة! قالت: وددت، انتظري أبا بكر، فإنه آتٍ، فجاء أبو بكر فقالت: يا أبا بكر ماذا أدخل الله عليكم من الخير والبركة!! أرسلني رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أخطب عليه عائشة فقال: هل تصلح له، إنما هي بنت أخيه؟ فرجعت إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فذكرت ذلك له، فقال: "ارجعي إليه فقولي له: أنت أخي في الإسلام، وأنا أخوك، وابنتك تصلح لي".

فأتت أبا بكر فقال: ادعي لي رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فجاء فأنكحه "وأنا يومئذ ابنة ست سنين" [قال الهيثمي في المجمع (15285): رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير محمد بن عمرو بن علقمة وهو حسن الحديث].

لقد أدركت "خولة" – السيدة الأنثى صاحبة التجارب – حاجة البيت النبوي الشريف إلى من يملأ الفراغ، ويسد الثغرة، حنانًا وحبًا وإشفاقًا وكانت "خولة" بحكم نضوجها وبُعد نظرها وعمق إيمانها، تحيط بالظروف النفسية والاجتماعية والزمنية التي تستقطب صاحب الرسالة – صلى الله عليه وسلم – فقالت بعد درس وتفكير، عارضة على رسول الله – صلى الله عليه وسلم – الزواج.

ولعل خولة في عرضها هذا كانت تهدف إلى من يقوم على رعاية الأسرة وتدبير شئون البيت من خلال "سودة" وعلى رأب صدع القلب الشريف من خلال "عائشة" وتوثيق العروة بالمصاهرة بين النبي – صلى الله عليه وسلم والصدِّيق رضي الله عنه.

قال الإمام الذهبي: وكان تزويجه بها إثر وفاة خديجة فتزوج بها وبسودة في وقتٍ واحد ثم دخل بسودة فتفرَّد بها ثلاثة أعوام حتى بنى بعائشة في شوال بعد وقعة بدر فما تزوج بكرًا سواها.

هكذا جاء الوحي بصورتها إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وأخبره بأنها زوجته في الدارين، وكانت تحلم بهذه اللحظات الخالدة لتكون زوجة لسيد الأولين والآخرين وأمّاً للمؤمنين.


وقفات من حياتها:



  • غيرتها على الحبيب:
    كانت حياة أمهات المؤمنين جميعًا ملؤها المودة والانسجام والثقة في الرسول - صلى الله عليه وسلم - لكن طبيعة المرأة تأبى أن يحتل غيرها مكانها في قلب زوجها، والغيرة المعتدلة تزيد من الحب والمودة والاهتمام وتشعر الطرف الآخر بأنه موضع اهتمام وعناية.



ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "إن من الغيرة ما يحبه الله، ومنها ما يبغضه الله – سبحانه – فالتي يحبها الله الغيرة في الريبة".

وعن عائشة رضي الله عنها قالت: دخلت امرأة سوداء على النبي صلى الله عليه وسلم فأقبل عليها قالت: فقلت: يا رسول الله، أقبلت على هذه السوداء فقال: "إنها كانت تدخل على خديجة وإن حسن العهد من الإيمان". وكانت رضي الله عنها تحب النبي - صلى الله عليه وسلم - وتغار عليه غيرة شديدة.

فعنها – رضي الله عنها –أن رسول الله خرج من عندها ليلاً قالت: فغرت عليه، فجاء فرأى ما أصنع، فقال: "مالك يا عائشة! أغرت؟، فقالت وما لي لا يغار مثلي على مثلك؟ فقال: "أقد جاءك شيطانك.. إلخ؟".

وقالت – رضي الله عنها –: "كنت أغار على اللاتي وهبن أنفسهن لرسول الله – صلى الله عليه وسلم – وأقول أتهب المرأة نفسها؟.

فلما أنزل الله – تعالى -: ﴿تُرْجِي مَن تَشَاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَن تَشَاءُ وَمَنِ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ فَلاَ جُنَاحَ﴾ (الأحزاب: من الآية 51)
يعني يتزوج من شاء ويترك من شاء ويقيم لمن شاء، قلت ما أرى ربك إلا يسارع لك في هواك "يعني موجدًا لما يريد ويحب الرسول".

ويقول الإمام الذهبي من أعجب الأشياء أن تغار عائشة من خديجة رغم أنها تزوجت النبي بعد وفاتها، وأن الله قد حمى عائشة من غيرة باقي النساء.




  • وموقعة الجمل:خرجت السيدة عائشة – رضي الله عنها – إلى البصرة لما حدثت الفتنة بين علي ومعاوية – رضي الله عنهما – ومعها سيدنا طلحة والزبير بن العوام وجماعة من كبار الصحابة – رضي الله عنهم – يريدون الإصلاح بين الناس والمطالبة بدم عثمان، وكان ما كان بقضاء الله وقدره من القتل في هذه الموقعة، وقد تجلت الخشية في أمنا – رضي الله عنها – بعد هذا الموقف فكانت عندما تقرأ قول اله تعالى: ﴿وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ﴾ (الأحزاب: من الآية 33) تبكي حتى يبتل بدموعها خمارها.



  • وروي في هذا الموقف أنها لما أقبلت على مكان يسمى "مياه بني عامر" ليلاً نبحت الكلاب، فقالت: أي ماء هذا؟ قالوا ماء الحوأب، قالت: ما أظنني إلا أنني راجعة، قال بعض من كان معها اجتهادًا منهم: بل تقدمين فيراك المسلمون، فيصلح الله ذات بينهم، قالت: إن رسول الله قال ذات يوم: "كيف بإحداكن تنبح عليها كلاب الحوأب، وقد خرجت متأولة قاصدة الخير" يقول الإمام الذهبي: ولا ريب أن عائشة ندمت ندامة كلية على مسيرها إلى البصرة وحضورها يوم الجمل، وما ظنت أن الأمر يبلغ ما بلغ، ومن كلامه رحمه الله يتضح موقف السيدة عائشة في هذه الواقعة التي أرادها الله لحكمة يعلمها وهو الأعلى والأعلم بمصائر العباد.




السيدة عائشة – رضي الله عنها – في سماء الفصاحة والبلاغة:

لقد كان لنشأة أم المؤمنين عائشة – رضي الله عنها – في بيت أبي بكر الصديق المعروف بالفصاحة والبلاغة والبيان، ومعرفته بعلم الأنساب وأيام العرب أكبر الأثر في روعة بيانها ولا أدل على ذلك من روايتها لحديث الإفك وهو قطعة أدبية نادرة، وذلك لأنها نهلت من موارد القرآن والسنة ويتملكك العجب في مقدرة عائشة – رضي الله عنها – على صوغ المعاني والألفاظ بأنفس الكلام وأحلاه وأجوده فكانت مضرب المثل.

يقول الإمام الذهبي – رحمه الله – عنها: لها حفظ وافر من الفصاحة والبلاغة مع ما لها من المناقب.

وعن موسى بن طلحة قال: ما رأيت أحدًا أفصح من عائشة.

وعن الشعبي: أن عائشة قال: رويت للبيد نحوًا من ألف بيت وكان يتعجب من فقهها وعلمها ويقول: ما ظنكم بأدب النبوة؟ وما نزل بها شيء إلا وأنشدت شعرًا.

وسأل معاوية زياد بن أبيه عن أفصح الناس وعزم عليه بقوله: أي الناس أبلغ يا زياد؟ قال زياد: أما إذا عزمت عليَّ يا أمير المؤمنين فعائشة ابنة أبي بكر أم المؤمنين – رضي الله عنها – وذلك لامتلاكها ناصية البيان.

وعن هشام عن أبيه قال: ربما روت عائشة القصيدة ستين بيتًا أو أكثر.

وروى ابن سيرين عن الأحنف، قال: "سمعت خطبة أبي وعمر وعثمان وعلي والخلفاء بعدهم، فما سمعت الكلام من فم مخلوق أفخم ولا أحسن منه من في عائشة.

وذكر أبو عمر عن عبد البر رحمه الله: "أنها كانت وحيدة عصرها في ثلاثة علوم: علوم الفقه وعلم الطب وعلم الشعر.

ومن روافد بلاغتها أيضًا استماعها لشعر وخطب وفود العرب بحكم ملاصقة حجرتها للمسجد النبوي.

وهكذا شهد هذا الجمع لأمنا بالفصاحة والبيان التي أثرت بقوة في قلوب الخلائق وبلغت ما لم تبلغه امرأة قط في عصر النبوة وحتى وقتنا، فرضي الله عنها وأرضاها.



السيدة عائشة – رضي الله عنها – والرفيق الأعلى:

في ليلة الثلاثاء لسبع عشرة ليلة خلت من شهر رمضان المبارك، ألم المرض بأم المؤمنين عائشة، وصعدت روحها إلى بارئها وقد وصت أن تدفن بالبقيع مع صواحبها أمهات المؤمنين وآل البيت – صلى الله عليه وسلم – ودفنت من ليلتها بعد صلاة الوتر.

وقدم أبو هريرة – رضي الله عنه – فصلى عليها، فاجتمع الناس وكانوا كثر وصلوا عليها.

فرضي الله عن أمنا وزوجة نبينا – صلى الله عليه وسلم – وسلام عليها في المؤمنات الصالحات وجعل جنة الفردوس مثواها.

اامين
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
معلومات العضو
لؤلؤة القرآن

لؤلؤة القرآن

آلحيآہ ڪآلڪهرپآء ټنقطع فچأہ ! فاشحن رصيد ايمانك قبل انقطاعها

آلحيآہ ڪآلڪهرپآء ټنقطع فچأہ ! فاشحن رصيد ايمانك قبل انقطاعها
معلومات إضافية
انثى
عَطآئي للمٌجتمع : 3329
نُــقوديَ $ : 5884
التقيمآت : 163
إنضمْمتُ يومً ؛ : 26/01/2012
العَمٍر : 33
.
سيرة السيدة عائشة رضى الله عنها QB126985سيرة السيدة عائشة رضى الله عنها JAo27004
معلومات الاتصال
http://mo7agabat2011.montadamoslim.com/
مُساهمةموضوع: رد: سيرة السيدة عائشة رضى الله عنها   سيرة السيدة عائشة رضى الله عنها Emptyالجمعة يونيو 08, 2012 3:59 pm

لعلنا نخذها قدوة إلينا فندخل الفردوس الأعلي شكرا لكي علي الموضوع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
سيرة السيدة عائشة رضى الله عنها
استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» السيدة خديجة رضي الله عنها
»  إلا رسول الله صلى الله عليه وسلمـ / تصاميم + كلمات + أحاديت + سنن
» افرحوا وانبسطو ولكن بالأول قولوا ماشاء الله تبارك الله والله أكبر
» ما هو شعورك لو قابلت رسول الله صلى الله عليه وسلم
» THREE people have embraced Islam today ...الله أكبر دخول 3 أفراد في دين الله الحق الأسلام العظيم



صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: ¬ نفحـآتْ إيمآنيّــہّ | wнιғғ σғ ғαιтн ۞ :: نسسآئِـمْ إسسلآميّہ ≈•-
المواضيع الأخيرة
» انا رجعت
سيرة السيدة عائشة رضى الله عنها Emptyالإثنين يوليو 11, 2016 5:51 am من طرف .Lila NA

» wαтɛмɛℓσи ~
سيرة السيدة عائشة رضى الله عنها Emptyالثلاثاء يونيو 07, 2016 6:08 pm من طرف мιмσσ

» ................
سيرة السيدة عائشة رضى الله عنها Emptyالثلاثاء يونيو 07, 2016 5:44 pm من طرف мιмσσ

»  لماذا لآ تصلي؟؟
سيرة السيدة عائشة رضى الله عنها Emptyالأربعاء مايو 11, 2016 2:13 pm من طرف هيون الحقباني .

» أحلي فرررحةة لأحي بنت .....
سيرة السيدة عائشة رضى الله عنها Emptyالإثنين أبريل 18, 2016 10:59 pm من طرف .Lila NA

»  الدرس الرآبعَ من دورة sweet days ♥
سيرة السيدة عائشة رضى الله عنها Emptyالثلاثاء سبتمبر 08, 2015 1:13 pm من طرف الفقيرة إلى الله

» اللهمَ لك الحمدْ حتّى ترضى * الدرس الثآلث من دورة sweet days
سيرة السيدة عائشة رضى الله عنها Emptyالثلاثاء سبتمبر 08, 2015 12:57 pm من طرف الفقيرة إلى الله

» لأنَ الله ربّي .. سأبتــسم =) ! الدرسسً الثآني من دورة أيام ححلوة
سيرة السيدة عائشة رضى الله عنها Emptyالثلاثاء سبتمبر 01, 2015 4:36 am من طرف الفقيرة إلى الله

» درس : توقيع بسيط واحترافي
سيرة السيدة عائشة رضى الله عنها Emptyالثلاثاء سبتمبر 01, 2015 3:29 am من طرف الفقيرة إلى الله

» درس عمل توقيع احترافي على فوتوشوب اون لاين
سيرة السيدة عائشة رضى الله عنها Emptyالثلاثاء سبتمبر 01, 2015 3:14 am من طرف الفقيرة إلى الله